تصاعدت خلال الاعوام الاخيرة مشاكل الحرفيين بمحافظة القطيف التى تهدد باندثار العديد من الحرف نتيجة عدم وجود أماكن خاصة لتجمع الحرفيين الذين طالبوا الجهات المسئولة كثيراً بإيجاد مكان يتناسب مع الحرف الموجودة كقرية تراثية مثلاً حتى لا تتلاشى وتندثر، اضافة للحصول على بطاقة تعريفية لصاحب المهنة وتسجيلهم في وزارة الثقافة والإعلام.
فمن الحرف التي تهدد بالاندثار حرفة الفخار والحداد والتناك «المثقال والدرام » والمداد «صاحب المديد » وصانع الكراكيش «صاحب كركشة الغترة » والقراقير والغزل والخوص والخباز وصانع السلال وصاحب الكر والحبال والطراز والكاري والتاوة والسفن والمحسن «الحلاق». «اليوم « التقت بأكثر من 16حرفيا بمحافظة القطيف لعرض اهم مشاكلهم ونقل صورة واقعية عنها الى المسؤولين.
معارض ومشاركات في البداية يؤكد الحرفيون عدم توانيهم عن المشاركة في أي معرض من المعارض التراثية حيث يتم التقاء الحرفيين عند مخاطبتهم من قبل أصحاب المهرجانات والمعارض التي تقام طوال العام ومن جهات مختلفة بمخاطبة رئيس الحرفيين الذي يكون على اتصال دائم بأصحاب الحرف الذين يتذمرون من عدم وجود مكان خاص لكل واحد منهم.
ويشيرون إلى أنهم يأتون إلى بعض المعارض والمهرجانات التي تتم دعوتهم لها مثل الجنادرية والهيئة الملكية بالجبيل والهيئة العليا للسياحة في الخبر ومعارض ارامكو والفيصلية السياحية في الرياض ومهرجان الزهور التابع لأمانة الرياض، وكذلك تم استدعاؤهم بمناسبة اليوم الوطني في الرياض وجمعية القطيف باستمرار بمناسبة الطبق الخيري السنوي، وكذلك جمعية سيهات الخيرية في نادي الخليج بسيهات، وغيرها من المعارض والمهرجانات التي تقام باستمرار.
معهد خاص كما يطالب الحرفيون المسؤولين بإنشاء معهد خاص لتدريس وتعليم الحرف حتى لا تتلاشى وتنقرض مع مرور الزمن خاصة ان الكثير من أصحاب الحرف تجاوز عمره الثمانين والخوف من ضياع الحرف اليدوية بسبب عدم الاهتمام من قبل الجهات المعنية. مشيرين إلى أنه تم الالتقاء قبل 3 شهور مع مسؤولين من منطقة الرياض وتلقوا وعدا بتوفير مكان خاص وحل الكثير من المشاكل واعربوا عن املهم في سرعة إيجاد حل مناسب لابراز تلك الصناعات اليدوية.
صناعة الفخار والتقت «اليوم» برئيس مجموعة الحرفيين بالمحافظة زكي علي الغراش الذي عمل على تطويع الطين ليصنع منه أواني وجرارا طوال 18 عاما قضاها بين جدران الدوغة «الفرن» الغراش الذي ورث حرفته ابنا عن جد يعتبر هو الفخاري الوحيد على مستوى محافظة القطيف المتخصص في إنتاج أنواع كثيرة من المنتجات الفخارية ويرأس مجموعة من الحرفيين خلال المشاركة في المهرجانات والمناسبات التراثية.
وتحدث الغراش عن مكان صناعة الفخار وهو الدوغة «الفرن» الذي يوضع فيه الفخار للتعرف على مشاكل الحرفيين ومراحل صناعة الفخار التي تتكون من 3 مراحل. وقال إن المرحلة الأولى تكمن في تصفية الطين من الشوائب بعد أخذه من الصخور الطينية التي تتواجد في بعض القرى والمدن بالمحافظة وهي من أجود أنواع الطين على مستوى المنطقة ثم تجهيز الطين بنقعه لمدة 24 ساعة ثم يصفى على شكل روب «سائل » ويترك مدة مع اختلاف الفصل في الشتاء لمدة شهر وفي الصيف من 15أيام الى 20 يوما حتى يتماسك، وبعدها يوضع في حلقات على شكل كتل طينية تزن كل كتلة من 1 إلى 3 كيلوجرامات، ثم يفرغ من الهواء ويوضع على شكل دواليب «الجرة» وتسهيل ذلك بالماء ثم يجفف ويأخذ مدة في الشتاء شهرين اما في الصيف فعشرة ايام.
وتأتي المرحلة الأخيرة بوضعه داخل الفرن او «الدوغة » الذي يكفي 200حبة من النوع الوسط ويجهز بعد 18ساعة صيفا والشتاء 24 ساعة ثم يترك لمدة يومين حتى يبرد ثم يستخدم الفخار كل حسب حاجته.
تراث وزينة ويتحدث رئيس مجموعة الحرفيين بالقطيف عن أنواع الفخار بأنه توجد الجحلة لحفظ الرز والطحين سابقا الآن أصبحت من التراث ومنظرا للتزيين والحب يستخدم لشرب الماء والكثير يستخدمونه في وقتنا الحاضر ، النخظة يستخدم في صناعة اللبن الى الآن والبغلة والشربة والتنق لحفظ الماء والدرنقة «الطبلة » اجحال ثم الكراز ويستخدم للغسيل بالماء مثل «البريق » الدوة شبيه الصحن يستخدم في المطبخ، كذلك الكرخ للمطبخ المبخر، وكذلك القدو ومن انواعه الجراري وتشتهر به المحافظة وهو الافضل ويدوم لمدة 3 اعوام وسعره 15 ريالا والطلب عليه بكثرة ويستخدم في بعض المناطق للمعسل والبصري الآن ندر وجوده بسبب الأوضاع السياسية ومدته 3 اعوام وسعره 25 ريالا والإيراني وهو افضل شكلا بسبب الدقة في الحرفة ومدته من شهر الى عام وسعره 10ريالات ويتـــلف سريعا. أما البحريني فسعره 5 ريالات والكويتي ندر وجوده حاليا واندثر والعماني قليل جدا.
غلاء الطين وأشار إلى مشكلة أخرى وهي قلة الطين الذي اصبح من الصعب الحصول عليه بشكل سريع ووضع غرامات على من يتاجر او يجلب الطين بكميات كبيرة لهذا اصبح سعره مرتفعا وبالتالي ينعكس ذلك على غلاء السلعة التي تتوافر من بعض الدول المجاورة بأسعار رخيصة وزهيدة ولهذا نعاني ركودا وقلة الطلب على صناعة الكثير من الحرف لهذا نطالب المسؤولين وكذلك المجلس البلدي بالنظر الى اصحاب الحرف بعين الاعتبار.
وكشف عن الكثير من السرقات التي تحدث في الأماكن الخاصة بالطين وبيعها في دول مجاورة وهذا يجعــــــلنا نعاني كثيرا بسبب تلك السرقات ونطالب بوضع مراقبين على مناطق تواجد الطين.